هل الافرازات البنية أو الوردية من الأعراض الطبيعية
التعرض للنزيف أثناء أية فترة من فترات الحمل قد يكون أمر مفزعا، ولكن يجب وضع الآتي في الاعتبار، وهو أن وجود الإفرازات والتي تشبه الدم من أعراض الحمل الطبيعية، ولكن ماذا عن الإفرازات وردية أو بنية اللون؟ هل هي تعتبر انعكاس لحدوث ضرر للحامل أو للجنين؟ توجد الكثير من الأسباب المحتملة التي تؤدي لنزول الإفرازات البنية أو الوردية أثناء الحمل.
إن كان الحمل في أولى أسابيعه المبكرة، وكانت الحامل تبحث عن الأعراض لتتأكد من الحمل، فإنها قد تجد بعض القطرات الخفيفة في حوالي الأسبوع الرابع من الحمل. وهذه القطرات تظهر بسبب التصاق أو (تعشيش) البويضة في بطانة الرحم، وهذا يحدث عندما تبدأ البويضة المخصبة والمكونة للجنين في إيجاد مكان لها في البطانة والتي تحتوي على الكثير من الأوعية الدموية.
أثناء الحمل، فإن عنق الرحم (وهو الجزء السفلي من الرحم والذي يتسع ويتمدد أثناء المخاض والولادة)، هذا العنق يحتوي على الكثير من الأوعية الدموية، التي من الممكن أن تنزف بسهولة. إن تعرض عنق الرحم لبعض المتاعب أثناء الحمل، فإنه قد يتسبب في نزول بعض الإفرازات البنية أو الوردية اللون. وهذا الأمر قد يحدث في أية فترة أثناء الحمل. وربما يكون بسبب إجراء فحص عنق الرحم بواسطة الطبيبة المختصة، أو بسبب وجود التهابات أثناء الحمل.
في قليل من الحالات فإن الإفرازات البنية أو الوردية يمكن أن تكون بسبب الحمل خارج الرحم. وهذا الامر يحدث عندما يحدث الحمل بعيدا عن مكانه الطبيعي في الرحم وغالبا في إحدى قناتي فالوب. اللون البني قد يبدأ في الظهور لأن النزيف قد حدث منذ فترة طويلة، ولكن النزيف الحديث يكون لونه أحمر، الحمل خارج الرحم يجب علاجه سريعا حتى لا يضر الحامل. يجب الذهاب إلى قسم استقبال الحالات الحرجة في المشفى إن حدث نزيف مع دوار شديد أو مع وجود ألم ففي الكتف أو حدوث إغماء أو خفة في الرأس مع وجود ألم في الحوض أو في البطن حتى وإن كان غير مستمر وخاصة على جانبي الحوض. وكل ماسبق من أعراض الحمل خارج الرحم.
أي نزيف أثناء الحمل يمكن أن يكون علامة على أن الإجهاض في طريقه إلى الحدوث. وبوجه عام فإن النزيف الناجم عن الإجهاض يصاحبه أيضا أعراض أخرى. ولذا فإنه عند وجود إفرازات بنية أو وردية اللون فإنه من المهم ملاحظة الأعراض الأخرى مثل المغص أو زيادة في نزول الدم القاني اللون، او حدوث تدفق من الإفرازات السائلة أو آلام البطن والحوض أو الإحساس بأوجاع في أسفل الظهر.
في الكثير من حالات الحمل فإن هناك أسبابا غامضة تقف وراء حدوث النزيف، وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى. بعض الدراسات العلمية وجدت بأن ربع النساء قد أكدن بأن نوعا ما من النزف قد حدث لديهن أثناء الأشهر القليلة الأولى في الحمل. وعلى الرغم من أن الباحثين قد استنتجوا أن هذا النزيف ربما يكون لأن المشيمة لم تكن تنمو بطريقة طبيعية، فإنهم لم يكونوا متأكدين من معرفة الأسباب الأخرى المؤدية لنزيف الحمل. من الضروري للحامل أن تبقى على اتصال مستمر بالطبيبة إن تعرضت للأعراض الأخرى المصاحبة للنزيف أو كانت تشعر بالقلق.
|