الدم البني أثناء الحمل

[نسمات]

الإفرازات البيضاء أو عديمة اللون تعتبر من الأعراض الطبيعية التي تظهر أثناء الحمل أو قبل حدوثه. الإفرازات الطبيعية تظهر كثيرا ولها العديد من الألوان، وعلى الرغم من ذلك فإن التغيرات في هذه الأعراض تعتبر دليلا على وجود أسباب أو أشياء تحدث في الجسد. وعندما تكون المرأة في بداية الحمل، فإن كل هرمونات الحمل تجعل الإفرازات ذات كثافة أكبر وسميكة القوام. ولكن من أكبر المخاوف التي قد تنتاب الحامل هو نزول إفرازات أو دم بني أثناء الحمل، وربما يكون السبب وراء ذلك أن لونها قريب جدا من لون الدم. ولكن الأمر الجيد، هو أنه في الأكثرية العظمى من حالات الحمل يكون بعض الدم البني هو طبيعي للغاية ويعتبر جزءا من الأعراض الإعتيادية في الحمل.

الكثيرات من السيدات يخشين من نزول الدم البني أثناء الحمل. الإفرازات البنية اللون هي عبارة عن افرازات مختلطة بدم من فترات سابقة. وبغض النظر عن السبب وراء ذلك فإن بعض الدم الموجود في الرحم قد يأخذ وقتا أطول حتى يتخلص منه الجسم وهذا الأمر يجعله مع مرور الوقت يصبح ذا لون بني. وهذا الأمر يعني أن هذا الدم عندما ينزل يكون على هيئة قطرات بنية اللون أو إفرازات ذات صبغة بنية.

إن كانت المرأة حاملا، فإن الإفرازات البنية في أغلب الأحوال لا تعني شيئا هاما ولا تعني أن هناك مكروه بالنسبة للحامل أو الجنين، وفي أكثر الحالات تكون غير ضارة. السبب الأكثر شيوعا هو وجود تغيرات بسبب زيادة مستويات هرمونات الحمل بالإضافة إلى كثرة تدفق الدم في عنق الرحم مما يجعله أكثر حساسية أثناء فترة الحمل. ولذا فإنه في بعض الأحيان يسبب فحص عنق الرحم لدى طبيبة النساء والولادة زيادة هذه الحساسية، مما يؤدي إلى نزول القليل من قطرات الدم أو الإفرازات البنية.

إن كانت الحامل في شهورها الأخيرة من الحمل، فإن الدم البني يعتبر علامة على اقتراب موعد المخاض. في الأسابيع أو الأيام القليلة السابقة للمخاض، فإن سدادة الرحم تنزل، وهذه السدادة عبارة عن تجمع من المخاط والذي يغلق فتحة عنق الرحم أثناء الحمل، وقد لا تلاحظ الحامل نزول هذه السدادة. ثم بعد ذلك وأثناء الأيام السابقة للولادة، فإن الحامل قد تلاحظ نزول إفرازات مختلطة بدم وردي أو بني اللون، والذي يعني أن موعد ولادة الطفل قد أصبح وشيكا. إن لاحظت الحامل أن لديها افرازات لها هذا اللون، فإن عليها الاتصال بطبيبة الولادة على الفور.

في بعض الحالات النادرة، فإن الافرازات البنية أثناء الحمل قد تكون علامة على الإجهاض الوشيك الحدوث، أو علامة على أن الحمل خارج الرحم. أو وجود اضطرابات في المشيمة، أو علامة على وجود إلتهابات في عنق الرحم أو في الرحم نفسها. إن تحولت الافرازات البنية للون الأحمر القاني سواء أكانت قطرات أو نزيف غزير أو كانت ذات لون رمادي، أو صاحب حدوثها مغص في البطن أو ليونة أو حدثت انقباضات سريعة في الرحم مع آلام في الظهر، فإن على الحامل أن تتصل بطبيبتها على الفور.

سواء أثناء الحمل أو قبله، فإنه نادرا ما يكون الدم البني علامة على وجود مشكلة طبية كبيرة، ولكن إن صاحب ذلك أعراضا أخرى فإن هذا يستدعي الكشف الطبي بدون إبطاء.