اكتشاف الجينات المسببة لسرطان الثدي
استطاع العلماء بمساعدة من بعض العائلات التي تكررت لديهم
الإصابة بسرطان الثدي من اكتشاف بعض الجينات التي تسببت بشكل مباشر في
الإصابة بهذا النوع من السرطانات.ولكن مع كل تضافر الجهود لكشف
المسببات الوراثة فان العمل مازال في بدايته ويحتاج إلا المزيد من
الأبحاث والتعاون المشترك بين العلماء والمصابين بهذا المرض أو الذين
لديهم قابليه للإصابة.و لتسهيل فهم دور و أهمية هذه الجينات سوف نقسم
هذه الجينات إلى ثلاث مجموعات.في المجموعة الأولى جينات لديها نزعة
قوية للإصابة بسرطان الثدي إذا حدث بها طفرة او تغير .وتمثل هذه
المجموعة نسبة قليلة من مجموع المصابين بسرطان الثدي و سو ف نسمي هذه
المجموعة بالجينات القوية النادرة الانتشار.والمجموعة الثانية هي أكثر
شيوعا من الأول والجينات فيها قوية،واسم هذه المجموعة الجينات القوية
المتوسطه الانتشار.أما المجموعة الأخيرة فهي أكثر انتشار من سابقاتها
ولكنها جينات ضعيفة ونسميها بمجموعة الجينات الضعيفة الأكثر انتشار.
الجينات
القوية النادرة الانتشار
هناك أمراض نادرة ناتجة عن خلل في جين معين
فتجعل المصاب بها لديه قابلية للإصابة بالسرطان في أي جزء من جسمه.و
يطلق على هذه الأمراض متلازمات ومن اشهرها متلازمة لــي فروماني (
Li Frumani Syndrome)
وهي ناتجة من خلل في جين مشهور يسمى بجين بي53 (P53 ).وهذا الجين كما هو الحال في كثير من الجينات المسببة للسرطان له
تتحكم في انقسام الخلية وانقسامها.وعند حدوث طفرة بها يختل هذا التحكم
فينتج عنه خلايا تنقسم بشكل عشوائي أو من دون حاجة و إذا لم يتوقف هذا
الانقسام فان الأمر يؤدي إلى حدوث كتلة كبيرة من الخلايا الغير مرغوب
بها فتحدث ورماً.
الجينات
القوية المتوسطة الانتشار
هذه المجموعة تشمل جينين (مورثين)مهمين واحد
منهما على كروموسوم 17 ويسمى بالـ جين سرطان الثدي1(BRCA1
) والثاني على كروموسوم 13 ويسمى بجين سرطان الثدي 2 (
BRCA2).يوجد حوالي 200 صيغة (الييل
Alleles)للجين الأول و حوالي100 صيغة للجين الثاني.ولكن ليس كل هذه الصيغ
تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي ولكن كل امرأة تحمل الصيغة
المسرطنة لديها احتمال قد يصل إلى 80 % قبل أن يصل عمرها 70 سنة.يكثر
حدوث بعض الصيغ المسرطنة في بعض الشعوب ،فمثلا 2.5% من اليهود
الإشكنازيين (من أصول أوربية)يحملون الصيغة المسرطنة،وهي المتسبب
الرئيسي في إصابة 25% من كل حالات سرطان الثدي للنساء التي أعمارهن اقل
من 40 سنة.ولكن نسبة حاملي جين سرطان الثدي 1 و 2 في عامة الناس التي
أجريت الأبحاث عليهم(أوربيين، ومن أمريكا الشمالية)لا تتعدى 0.5% وهي
المسبب الرئيسي لحوالي 5-10% من حالات سرطان الثدي.هناك مؤشرات إلى
وجود جين ثالث في هذه المجموعة ولكن لم يتم الكشف عنه إلى الآن.لقد
اكتشف حديثا أن الصيغة الطبيعية من جين سرطان الثدي 1 قد يتحول إلى
صيغة مسرطنة إذا حدث تغيير في الحالة الكيميائية للجزء المجاور للجين
ولذلك ليس شرطا أن يحدث تغير في داخل الجين.تسمى خذه الحالة الكيميائية
بإضافة الميثالين إلى الحمض النووي سيتوسين (Hyper-Methylation
)
الجينات
الضعيفة الأكثر انتشار
يعرف العلماء القليل من المعلومات عن هذه
المجموعة نظرا لصعوبة اكتشافها.وهي مجموعة مهمة نظرا للاعتقاد أنها
المسبب الرئيسي لكثير من الحالات .إن أهم جين اكتشف في هذه المجموعة
جين يسبب مرض يعرف بمتلازمة أتاكسيا تلنجكتيزيا(
Ataxia Telengectasia)ويصيب الأطفال ويؤدي إلى عدم توازن في المشي مع توسع في الشعيرات
الدموية في العينين مع زيادة في نسبة الإصابة بسرطان العقد اللمفاوية
و هو أيضا يزيد من احتمال إصابة أم الطفل بسرطان الثدي.وفي المستقبل
القريب إنشاء الله سوف يكتشف المزيد و المزيد من هذه الجينات ولكن
يعتقد أن كل جين سوف يكون مسئول عن نسبة صغيرة من حالات سرطان الثدي. |